هذه هي حقيقة هذا الصراع، ولهذا باتت قضية الأقصى وفلسطين باتت عنوانًا لهذا الصراع الشامل، لهذا الصراع الواسع، لهذا الصراع الذي يستهدفنا كل هذا الاستهداف، بكل هذه الأهداف، ويسعى إلى الاستحواذ على كل شيء، الاستحواذ عليك كإنسان، يحتل فكرك، يحتل توجهك، يطوِّعك، يجعلك عبدًا مستغلًا خادمًا له في هذه الحياة، وجودك في هذه الحياة ليس له أكثر من هذا المعنى، ولا يمتلك أكثر من هذا الدور، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به نحن كمسلمين، كأمة مسلمة، ثقافتنا، بل الكثير من البشر لا يتقبل بذلك بفطرتهم الإنسانية، الإنسان توَّاق بفطرته التي فطره الله عليها للحرية، للكرامة، للعزة، للسعي للحفاظ على مصالحه الحقيقية، ويتجه للدفاع عن نفسه، لمواجهة أعدائه، من يسعون إلى إلحاق الأذى به، من يشكِّلون خطورة عليه، هذه مسألة فطرية، ولهذا هناك أمم أخرى في الأرض تسعى لأن تبني نفسها لأن تكون ممتنعة ومتحصِّنة من هذه الحالة من الاستعباد والهيمنة والاستحواذ والقهر.
اقراء المزيد